
مع تزايد أعداد ضحايا الحرب المجنونة التي تشنها إسرائيل على غزة، تستعد ثلاث دول، الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر، لعقد اتفاق سلام جديد بمشاركة حماس وإسرائيل، بهدف وقف الحرب. الصراع ووضع حد لدماء الشهداء التي تسيل يومياً. ونقلت وول ستريت هيلث عن دبلوماسيين مشاركين في الوساطة قولهم إن العملية الدبلوماسية المؤقتة ستبدأ بالإفراج عن الرهائن، وتؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب في غزة، خلال 90 يومًا.
وقال مسؤولون مصريون إن المفاوضين الإسرائيليين واصلوا الضغط من أجل وقف القتال لمدة أسبوعين للسماح بتبادل الرهائن والأسرى، وكانوا مترددين في مناقشة الخطط التي تنص على وقف دائم لإطلاق النار، لكنهم استجابوا تحت ضغوط الشارع على حكومة نتنياهو، في حين تسعى حماس إلى الاستفادة القصوى منها. ومن بين السجناء الذين تحتجزهم، لا تريد سوى مبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين ووقف دائم لإطلاق النار.
مفتاح الحل
وترى الدول الثلاث المشاركة في الوساطة أن صفقة الرهائن هي المفتاح لوقف الحرب لفترة طويلة، ويشير المسؤولون المصريون إلى أن هناك انقسامات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث يدعو البعض إلى إعطاء الأولوية للرهائن، ويختلف آخرون مع ذلك، قائلاً: «استمرار الضغط العسكري على حماس… هو وحده من سيجبر الحركة على إعادة الأسرى». في المقابل، أبلغت حماس المسؤولين المصريين والقطريين أن صفقة الرهائن القصيرة الأجل السابقة كانت غير مرضية، حيث وصلت المساعدات إلى غزة أقل مما وعدت به، وتم اعتقال العديد من السجناء المفرج عنهم مرة أخرى في وقت لاحق، واقترح الوسطاء خطة مرحلية مدتها 90 يومًا.
3 مراحل
اتفاق السلام الشامل سيكون على 3 مراحل، مرحلة كل شهر على مدى ثلاثة أشهر، الأولى تبدأ بوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن المدنيين مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين في السجون الإسرائيلية، و انسحاب قوات الاحتلال من داخل مدن وشوارع غزة مع زيادة في حجم المساعدات الإنسانية. القدوم إلى القطاع حتى تعود الحياة إلى طبيعتها دون حرب أو اشتباكات.
وتشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات والنساء في سن القتال وتسليم الجثث التي استولت عليها حركة حماس، مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين وتعزيز حرية الحركة داخل غزة، بينما يقوم الجنود والرجال الإسرائيليون من سن الحرب سيتم إطلاق سراحه في المرحلة الثالثة مقابل عودة انتشار القوات خارج حدود غزة وعودة الحياة بشكل طبيعي داخل القطاع.
إعادة إعمار غزة
نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) البريطانية عن مسؤولين مصريين قولهم إن من بين المواضيع المطروحة على الطاولة أيضًا تشكيل صندوق دولي لإعادة إعمار غزة والضمانات الأمنية لقادة حماس السياسيين.
وتتضمن الخطة بعد ذلك إجراء محادثات من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول سعوديوم، وإعادة إطلاق عملية إقامة دولة فلسطينية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مطالب حركة حماس بإبرام صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين تتضمن عدة نقاط أبرزها وقف كامل للحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مع ضمانات دولية. حفاظًا على حكم حماس في القطاع وعدم ملاحقة قادتها، وهو ما رفضه نتنياهو ووصفه بالشروط. الاستسلام”.
خطة 90 يوما
- وقف القتال حتى تفرج حماس أولاً عن جميع الرهائن المدنيين.
- وتطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين من سجونها وتسحب قواتها من بلدات ومدن غزة.
- السماح بحرية الحركة في قطاع غزة.
- إنهاء مراقبة الطائرات بدون طيار.
- مضاعفة حجم المساعدات التي تدخل القطاع.
- أما المرحلة الثانية فتشمل إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات وتسليم الجثث.
- وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح المزيد من الفلسطينيين.
- وفي المرحلة الثالثة يتم إطلاق سراح الجنود والرجال الإسرائيليين في سن القتال.
- وتقوم إسرائيل بإعادة انتشار بعض قواتها خارج الحدود الحالية لقطاع غزة.
15 مذبحة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى 25105 قتلى و62681 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة في بيان نقلته وكالة معاً الفلسطينية، إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة بحق عائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 178 شهيداً و293 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية”. وأوضحت الوزارة أن نحو 70% من القتلى في غزة هم من النساء والأطفال، وأضافت: “لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وعلى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”. وبحسب الوكالة، فإن “الطائرات الإسرائيلية تواصل قصفها لليوم الـ107 للحرب على قطاع غزة، مخلفة عشرات الشهداء ومئات الجرحى”.
إسقاط نتنياهو
تظاهر آلاف الأشخاص في إسرائيل ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وطالب المشاركون في مسيرة في تل أبيب بوقف فوري للحرب في غزة والإفراج عن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أحد المتحدثين خلال التظاهرة، وهو ابن عم من بين الرهائن، قوله: “أوقفوا القتال وادفعوا الثمن”. وتم تحرير 105 رهائن في صفقة مقابل إطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وذكرت حماس أنها لن تفرج عن بقية الرهائن حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.