أخذ الكاتب والخبير الدولي الكندي روبن شارما جمهور المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023 في رحلة ملهمة لاستكشاف فنون القيادة وطرق اكتسابها وتطويرها وتوظيفها لتحقيق نجاحات وإنجازات متواصلة. وقدم كلمة تحفيزية وتفاعلية استعرض فيها كيفية تعزيز تأثير واستراتيجيات القيادة لتكون نموذجاً ناجحاً ومؤثراً.
وأكد شارما خلال كلمته أن القيادة تتطلب الانضباط في الممارسات المستمرة مهما كانت صغيرة، مثل الاستمرار في التعلم، وتدوين الملاحظات، وعدم التفكير تحت أي ظرف من الظروف بأن الإنسان قد وصل إلى هدفه، خاصة في طلب العلم، فالفخر بهذا تعتبر المنطقة قاتلة وتدمر الطموح. فيما أشار إلى ضرورة إيمان الفرد بقدراته ليكون مفتاحاً لإيمان الآخرين به بغض النظر عن الظروف المحيطة والسائدة، وأن على الإنسان أن يتبع الطموحات التي يرى نفسه فيها ولا يسعى لتحقيقها. شيء مثل الدراسة أو وظيفة معينة من أجل الآخرين فقط، فلا فائدة من إرضاء الآخرين على الإطلاق. حساب الرضا عن النفس.
وقال: “النجاح هو أن تعيش من أجل أهدافك الخاصة، والقيادة ترتبط أيضًا بما تفعله عندما لا يراقبك أحد. يمكن لكل شخص أن يبرز أمام الآخرين أو يبدع في حضورهم، ولكن فقط ما مدى تميزك أمام نفسك. كلما اقترب الإنسان من ساعة وفاته، كلما كان من المهم الانتباه إلى أمرين مهمين للغاية: الأول: هل قمت بالمهمة التي ولدت من أجلها؟ هل قمت بما هو مطلوب منك؟ والثاني: كم شخصًا ساعدته؟ لأن مهمة القائد هي خدمة الآخرين، وليس مجرد السيطرة عليهم. يجب أن يكون القائد جيدًا في كيفية جعل الآخرين يشعرون بالاهتمام والتقدير في حضوره.
وقدم شارما العديد من الدروس في كلمته الملهمة، حيث أشار إلى أن أحد هذه الدروس العظيمة هو أن العالم عبارة عن غرفة صغيرة يتردد فيها صدى الأفراد أنفسهم. وأضاف: “علاقتكم بأنفسكم هي التي تحدد شكل وطبيعة علاقتكم بالآخرين. كم من الوقت تقضيه في قراءة كتب العلم والحكمة؟ كم من الوقت تقضونه في الوقوف أمام أنفسكم ومراجعة نقاط الضعف لديكم من أجل إصلاحها؟ يجب أن تستغل وقتك لتجعل حياتك أقوى، وللقيام بذلك عليك أن تفعل ثلاثة أشياء: الأول هو أن تؤمن بنفسك حتى يؤمن بك الآخرون، والثاني هو القيام بأشياء صعبة لتجعل حياتك أسهل، والأمر الثاني هو أن تفعل أشياء صعبة لتجعل حياتك أسهل. ثالثاً: واجه مخاوفك لتتغلب عليها.
وكشف شارما عن الحدث الذي ألهمه لتأليف كتابه “الراهب الذي باع الفيراري”، والذي روى فيه قصة راهب يستيقظ كل يوم ويستعد لجنازته، في أجواء احتفالية، حيث كان يغني ويغني. قال: «لقد عشت حياة عظيمة»، وأنه أُعطي يومًا جديدًا ليضيف إليه المزيد مما يحلم به ويفعله. وعليه، وجه رسالة للجمهور حول أهمية الشعور بالامتنان للوقت والصحة والطاقة التي لديهم، وعليهم استثمارها لتحقيق أهدافهم.
كما أكد شارما على الدور الاستثنائي للأسرة والعائلة في تشكيل الشخصيات القيادية وكيف ينعكس تأثير هذه الشخصيات أيضًا على الأسرة المحيطة. إن الشخص الذي لديه أسرة تعتني به يتمتع بثروة لا تقدر بثمن، فالثروة ليست كل المال. ودعا الجمهور إلى المبادرة في صنع ثرواتهم وعدم الانتظار. ولو أنهم محظوظون، فإن المبادرة نحو خلق النجاح هي بداية الطريق.
وأشار شارما إلى مدى سعادته بالمشاركة في فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته 2023، والذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على مدار يومي 13 و14 سبتمبر.
