
تحل اليوم ذكرى رحيل الفريق عبد المنعم رياض، الذي استشهد في جبهة القتال مع الإسرائيليين في 9 مارس 1969.
ولد في 22 أكتوبر 1919 بقرية برسباي بمدينة طنطا. وكان والده محمد رياض قائداً للكتل الطلابية بالكلية الحربية، وتخرج منه العديد من الضباط والقادة.
دخل كلية الطب. تلبية لرغبة عائلته، لكنه تركها بعد عامين، وفضل الالتحاق بالكلية الحربية التي كان ملتحقًا بها. تخرج عام 1938، والتحق بسلاح المدفعية، وشارك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا، خلال عامي 1941 و1942.
ولم يكتف عبد المنعم رياض بالعمل كضابط مدفعية، إذ جمع في حياته بين العلم والعمل. حصل على الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 حيث حصل على المرتبة الأولى. وفي العام الدراسي 1945-1946 أكمل دراسته كمدرب للمدفعية المضادة للطائرات في إنجلترا بمرتبة الشرف. تفوق. كما التحق بكلية العلوم لدراسة الرياضيات البحتة. كما كان يتقن أربع لغات حية: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. وساعدته هذه اللغات في البقاء على اطلاع بالتطورات في المجالات العسكرية.
عمل خلال عامي 1947 و1948 في إدارة العمليات والخطط بوزارة الحربية، وكان حلقة الوصل بين القيادة في القاهرة والقيادة الميدانية.
وفي فلسطين حصل على وسام الاستحقاق الذهبي؛ أشاد بقدراته العسكرية.
وفي عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، ووصل إلى رتبة مقدم، ثم تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات، في الفترة ما بين 1954 و1958.
وفي عام 1958، سافر إلى الاتحاد السوفييتي، في دورة تكتيكية، انتسب إلى الأكاديمية العسكرية العليا، وحصل على امتياز ولقب بالجنرال الذهبي.
وبعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960، وفي عام 1961 تولى منصب نائب رئيس شعبة العمليات التي يرأسها الأركان الحربية للقوات المسلحة. كما تم تكليفه بمنصب مستشار القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.
وفي عام 1964 عين رئيساً لأركان القيادة سعوديوم الموحدة، ثم حصل على رتبة فريق عام 1966، كما التحق بكلية التجارة. الاعتقاد بأن الاستراتيجية مبنية على الاقتصاد.
وفي 1 يونيو 1967 تم تعيينه قائداً لمركز القيادة المتقدمة في عمان، بعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن، وفي أيام النكسة تم تعيينه قائداً للجبهة الأردنية. في 11 يونيو، استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتولي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الذي ساهم في إعادة بنائها وتنظيمها مع الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية القائد الأعلى للقوات المسلحة. .. وحققت القوات المسلحة المصرية في عهده العديد من الانتصارات في المعارك التي خاضتها في حرب الاستنزاف، مثل معركة رأس العش، التي تصدت فيها قوة صغيرة من قوات المشاة لجيش العدو الإسرائيلي ومنعته من الدخول. وذلك من احتلال مدينة بورفؤاد الواقعة على قناة السويس أواخر يونيو 1967، بالإضافة إلى تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات. في 21 أكتوبر، تم إسقاط بعض الطائرات الإسرائيلية وتدمير 60% من تحصينات خط بارليف، ليتحول من خط دفاعي إلى خط إنذار مبكر. كما قام بتصميم الخطة العسكرية 200، وهي الخطة الأصلية للجرانيت، والتي تم تطويرها لتصبح ضمن خطة عمليات حرب أكتوبر، تحت اسم بدر.
حصل الفريق عبد المنعم رياض على العديد من الأوسمة، مثل وسام الاستحقاق الذهبي، وسام الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، ونجمة الشرف.
في 9 مارس 1969، سافر الفريق عبد المنعم رياض إلى الجبهة، لمتابعة نتائج خطة تدمير خط بارليف التي بدأ تنفيذها في اليوم السابق، بالإضافة إلى رفع معنويات الجيش. جنود. بالمشاركة معهم في مواجهة الموقف.. وأثناء تفقده المواقع العسكرية قرر زيارة الموقع الأكثر تقدما وهو الموقع رقم 6 والذي يعتبر أخطر المواقع. ويبعد عن نيران العدو 250 متراً، وقد تكبد العدو خسائر فادحة اليوم الماضي. وأثناء تفتيش الموقع شن العدو إحدى هجماته المفاجئة. ورداً على ما حدث، استمرت المعركة بين الجانبين لمدة ساعة ونصف، وأصيب الفريق عبد المنعم رياض بشظية قاتلة. ونتيجة سقوط إحدى القذائف بالقرب من الخندق الذي كان يقود منه المعركة، توفي متأثرا بجراحه.
ونعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة فريق ونجمة الشرف وهي أعلى وسام عسكري. وقد سُميت باسمه العديد من الشوارع والمدارس والمساجد في مصر والدول سعوديوم.