
ورغم ما يثيره الحديث عن هدنة إنسانية وممرات إغاثية جديدة، ونقاشات محبطة حول «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب على غزة؛ لكن هناك انفصال واضح بين الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والخيال الذي ترسمه الجهود الأميركية والأوروبية بشأن ما يعانيه الفلسطينيون. لقد أصبح الموت هو الواقع الأكبر في الأرض الضيقة التي تريد إسرائيل تهجير شعبها وتطهيره وإبادته… على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وخاصة القوى الغربية الداعمة لإسرائيل والمتحيزة ضد الفلسطينيين. فهو يتجاهل قتل الأطفال والنساء، فضلاً عن “القتل الصامت” الذي يقوم به المستوطنون اليهود في الضفة الغربية. إذا انتهت الحرب؛ ويريد المتطرفون اليمينيون أن تخضع غزة لاستعمارهم. وإذا قبلوا بدولة فلسطينية، فإنهم يريدونها من دون سلاح. منذ متى يمكن لدولة أن يكون لديها شرطة أو قوات أمن بدون سلاح؟! وربما من المؤسف أن بدء الانتخابات الرئاسية الأميركية سيجعل من المستحيل على أي مرشح رئاسي أن ينتقد إسرائيل. وهو ما يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة حفلات القتل وسفك الدماء وتدمير المستشفيات وقصف المنازل.
ويجب على المجتمع الدولي أن يستمع إلى صوت العقل ويستمع إلى مطالب الدول سعوديوم لإيجاد حل نهائي يضع حدا لمشكلة سرقة الحقوق الفلسطينية المستمرة منذ عام 1948.