حرب الرسوم تشتعل.. الصين تفرض غرامات على السفن الأمريكية في مرافئها

أعلنت السلطات الصينية، اليوم (الجمعة)، فرض رسوم إضافية «خاصة» على السفن الأميركية التي تدخل موانئها، رداً مباشراً على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة في نيسان/أبريل الماضي على السفن التي تصنعها أو تملكها الصين.

ويحدد الإعلان الصادر عن وزارة النقل الصينية رسومًا تصل إلى 1120 يوانًا (حوالي 157 دولارًا أمريكيًا) للطن الصافي لكل سفينة، بدءًا من 14 أكتوبر، مع زيادة تدريجية سنويًا.

الوصف ضروري

ووصف الإجراء بأنه «ضروري للحفاظ على مصالح الصين في النقل البحري»، وسط مخاوف بشأن تأثيره على التجارة العالمية التي تعتمد على طرق الشحن عبر المحيط الهادئ.

ويأتي هذا التصعيد في سياق التوترات التجارية المستمرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، والتي بدأت بشكل مكثف في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عام 2018، وتصاعدت في ولايته الثانية، حيث أعلن مكتب الممثل التجاري الأمريكي في أبريل عن إجراء تحقيق بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، متهماً الصين بـ “سياسات غير عادلة تهدف إلى السيطرة على قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية وبناء السفن”.

3.2 مليار دولار في عام 2026

وأدى ذلك إلى فرض رسوم على السفن التي تبنيها أو تملكها أو تديرها كيانات صينية، بدءا من 50 دولارا للطن الصافي في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وترتفع تدريجيا إلى 140 دولارا بحلول عام 2028. ومن المتوقع أن تكلف هذه الرسوم، التي تهدف إلى دعم صناعة بناء السفن الأمريكية المتضائلة (التي بنت أقل من 10 سفن تجارية في العام الماضي، مقارنة بأكثر من 1000 في الصين)، أكبر عشر شركات شحن عالمية 3.2 مليار دولار من الإيرادات. 2026 وحده.

وفي بيان رسمي نشرته وزارة النقل الصينية اليوم، تم تحديد الرسوم الإضافية على السفن التي تملكها أو تديرها شركات أمريكية، والمبنية في الولايات المتحدة، أو التي تحمل العلم الأمريكي، على النحو التالي: 400 يوان (56 دولارًا) للطن الصافي اعتبارًا من 14 أكتوبر 2025، وترتفع إلى 640 يوانًا (90 دولارًا) في أبريل 2026، ثم 880 يوانًا في أبريل 2027، وتصل إلى 1120 يوانًا في أبريل. 2028, ويتضمن أيضًا قيودًا محتملة على الوصول إلى الموانئ الرئيسية مثل شنغهاي وشنتشن، والتي تتعامل مع 40٪ من التجارة العالمية.

وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع طارئ لمجلس الدولة الصيني، ويعتبر ردا مباشرا على الرسوم الجمركية الأميركية التي وُصفت في بكين بأنها “تمييزية وتنتهك قوانين التجارة الدولية”. وقالت الوزارة: “إن الصين ستتخذ الإجراءات المضادة اللازمة ضد أي دولة أو منطقة تفرض أو تدعم حظرًا أو قيودًا تمييزية تستهدف المشغلين أو السفن أو الأطقم الصينية”.

ويتضمن الإجراء أيضًا منع الوصول إلى خدمات الشحن الدولية ذات الصلة بالصين للكيانات الأمريكية، مما قد يؤثر على شركات مثل ماتسون وأميركان بريزيدنت لاينز. ورغم أن الأسطول الأميركي لا يمثل سوى 0.6% من القدرة العالمية، فإن الرد الصيني قد يعيق التجارة الثنائية، التي بلغت 690 مليار دولار في عام 2024.