لماذا الغموض في خطة غزة ؟

ورغم التفاؤل الذي يسود الأوساط الأميركية بشأن انتهاء الحرب، فإن الوثيقة التي نشرها البيت الأبيض أمس (الاثنين)، عقب انتهاء قمة شرم الشيخ، ووقعها رؤساء أميركا ومصر وتركيا وقطر، لا تتضمن أي تعهدات أو ضمانات أمنية بعدم تجدد الحرب والإبادة بعد تسليم الرهائن، كما أنها لا تشير إلى انسحاب إسرائيلي كامل أو حتى جزئي. الانسحاب وجدوله الزمني من قطاع غزة، أو كيفية نزع سلاح حماس ومصير مقاتليها.
ولم تتحدث الوثيقة عن من سيحكم غزة خلال الفترة الانتقالية وإلى متى سيستمر هذا الحكم؟ لقد سعى إلى تقرير المصير الفلسطيني، أو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولم يقدم البيان الرئاسي أي تفسير للاتفاق الذي تم الاتفاق على شروطه العامة منذ أيام حماس وإسرائيل.

نقاط غير واضحة

ويرى مراقبون سياسيون أن هناك عدة نقاط لا تزال معلقة أو غير واضحة في الخطة المطروحة، وسط مخاوف من انهيارها في أي لحظة، من بينها: نزع سلاح حماس، والانسحاب الإسرائيلي، والهيئة الدولية التي ستشرف على إدارة غزة، والترتيبات الأمنية.
وسبق أن رفضت حماس تسليم الأسلحة، واعتبرت أن هذا الموضوع يتم مناقشته داخليا في الحوار الفلسطيني، وطالبت بضمانات أميركية لانسحاب إسرائيل الكامل من غزة.
وبينما كررت إسرائيل أكثر من مرة أنها لن تقبل احتفاظ حماس بسلاحها، ألمح رئيس وزراء الاحتلال إلى عدم الانسحاب الكامل من قطاع غزة، رغم إعلانه الالتزام بخطة ترامب.
يُشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من معظم مدينة غزة، ومدينة خانيونس جنوبًا، ومناطق أخرى، لكنها لا تزال متواجدة في معظم مدينة رفح جنوبًا، وفي البلدات الواقعة أقصى شمال غزة، وعلى طول الحدود بين القطاع وإسرائيل.

تأثر القطاع المستقل

ولا يزال مستقبل الحكم في غزة غير واضح، حيث تتحدث الخطة الأمريكية عن هيئة دولية تتولى إدارة القطاع، يشرف عليها تكنوقراط فلسطينيون يديرون الشؤون اليومية، بينما ترى حماس أن حكومة غزة يجب أن يحددها الفلسطينيون أنفسهم.
وتحدثت الخطة عن دور مستقبلي محتمل للسلطة الفلسطينية بعد أن تخضع لإصلاحات جذرية، وهو الأمر الذي عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة.
ألمحت الخطة إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وهو ما رفضه نتنياهو بشدة.

تجنب التفاصيل

وفي هذا السياق، اعتبر دبلوماسيون غربيون أن قوة خطة ترامب تكمن في غموضها، حيث تجنبت التفاصيل الدقيقة التي قد تفشل المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه تركت «الكثير ليتقرر لاحقا».
وحذروا من أن أي تباطؤ في تنفيذ بنود الاتفاق قد يدفع الأطراف المتشددة في إسرائيل إلى الضغط من أجل استئناف العمليات العسكرية، مما يهدد بإجهاض الاتفاق في بداياته.
وقال الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، جون ألترمان: إن ترامب الآن قادر على توجيه نتنياهو، لأنه يتمتع بشعبية أكبر منه في إسرائيل، ويمكنه دعم مستقبله السياسي، أو تقويضه بالكامل، بحسب قوله.
لكن آخرين حذروا من أن أي تغيير في التحالفات داخل الكنيست قد يؤدي إلى تعقيد مستقبل الاتفاق، خاصة إذا زاد الضغط من اليمين الإسرائيلي أو تراجع الحماس العربي لدعمه في حالة فشل المفاوضات بشأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهي النقطة الأكثر حساسية في الوثيقة.

أخبار ذات صلة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى