
شهدت الرياض، الثلاثاء الماضي، حدثاً نوعياً عزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، تمثل بالافتتاح الرسمي لأول صالة عرض متخصصة للروبوتات في المملكة، تحت شعار (QSS Robotics x Humanoid). وهذه القاعة المشتركة هي ثمرة الشراكة الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها مؤخراً بين الشركة السعودية QSS الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وشركة Humanoid البريطانية المتخصصة.
وتحول موقع الافتتاح إلى مركز حيوي يجمع مجموعة من الصحفيين ورجال الأعمال الذين تفاعلوا مع المنظمين وتبادلوا الآراء معهم حول أهمية هذا الخطر والآثار المتوقعة على برنامج التحول. وتضمن برنامج الافتتاح كلمات لقادة الشركتين، أبرزهم الرئيس التنفيذي لشركة Humanoid أرتيم سوكولوف، والرئيس التنفيذي لشركة QSS الدكتور إيلي متري، بالإضافة إلى متحدثين مدعوين من الجهات الحكومية لدعم هذه الخطوة التحويلية.
وتوج الحفل بقص الشريط، أعقبه عرض حي لقدرات الروبوتات، بما في ذلك عروض المحاكاة والتشغيل عن بعد، وتجربة التفاعل المباشر بين الإنسان والروبوت (HRI) تحت شعار “تحدث إلى روبوت”.
توطين الصناعة ورفع الكفاءة التشغيلية
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة QSS الدكتور إيلي متري في تصريح لـ”عكاظ” أن افتتاح هذه القاعة يمثل خطوة أساسية نحو توطين صناعة الروبوتات الصناعية المتقدمة في المملكة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. وأشار إلى أن المملكة تشهد تطوراً صناعياً هائلاً، حيث يبلغ عدد المصانع حالياً 11 ألف مصنع، وهو رقم متوقع أن يرتفع إلى 65 ألف مصنع بحلول عام 2035. ولخدمة هذا التوسع أكد متري أن الهدف ومن أهم هذه التكنولوجيا المتقدمة تقليل الاعتماد على القوى العاملة في المهام الروتينية، والأهم من ذلك، رفع مستويات السلامة وتقليل المخاطر التي يتعرض لها الموظفون في بيئات العمل الصناعية القاسية.
الشراكة الاستراتيجية لخارطة طريق التحول الرقمي
ويأتي افتتاح صالة عرض الروبوتات المتقدمة نتيجة للاتفاقية التي أعلنتها شركة Humanoid في لندن بتاريخ 20 أكتوبر الماضي، والتي بموجبها أصبحت QSS الشريك التجاري والتوزيع والتعريب الحصري لروبوتات Humanoid في المملكة سعوديوم السعودية.
ويهدف التعاون إلى الجمع بين الابتكارات التقنية لشركة Humanoid مع الخبرة الإقليمية العميقة والبنية التحتية لشركة QSS المتمثلة في مصنع الروبوتات المتطور في الرياض، وهو الأول من نوعه في المملكة. سيعمل هذا المصنع على تمكين التجميع والتخصيص والدعم المحلي للروبوتات البشرية، مما يضمن كفاءة التكلفة والتوسع المستدام.
وتركز الشراكة على إدخال ونشر ودعم الروبوتات في القطاعات الرئيسية الداعمة للاقتصاد الوطني، وأبرزها: التصنيع، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والبنية التحتية.
طلب مسبق ضخم ومستقبل الروبوتات البشرية
ولتأكيد طموح هذه الشراكة، اتفق الطرفان على إطار عمل غير ملزم للطلب المسبق لما يصل إلى 10000 وحدة من الروبوتات للعملاء السعوديين على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويمثل هذا التعهد أحد أكبر عمليات النشر المحتملة للروبوتات البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يسلط الضوء على ريادة المملكة في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وفي هذا السياق، قال أرتيم سوكولوف، مؤسس شركة Humanoid، إن “المملكة سعوديوم السعودية تمثل واحدة من أكثر الأسواق التطلعية في العالم من حيث الابتكار”، مشيراً إلى أن هذه الشراكة هي الخطوة الأولى للشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي السوق “المليئة بإمكانيات هائلة لتبني الروبوتات الشبيهة بالبشر على نطاق واسع”. وأكد أن الهدف هو تحويل الروبوتات الشبيهة بالبشر «من المفهوم إلى الواقع» لتعزيز الكفاءة والسلامة في مختلف القطاعات.
وتلعب قاعة الروبوتات الجديدة في الرياض دور “مركز التجارب” الذي يعرض أحدث منصات الروبوتات، ويتضمن عروضًا حية وجلسات تعليمية، لتكون بمثابة مركز للتعاون والإلهام فيما يتعلق بمستقبل الأتمتة في المملكة.






