لمدة أربع سنوات، كان المريض يشكو من نزيف الأنف المتكرر الناجم عن الورم.
وعلى الرغم من طلب العلاج والجراحة في المستشفيات الكبرى في مكة وجدة، إلا أن حالته لم تتحسن.
تم نقل المريض في النهاية إلى المركز الطبي الدولي، حيث استلزمت حالته تشخيصًا دقيقًا وسريعًا لتحديد المشكلة.
أشرف الدكتور محمد حافظ استشاري الأشعة على التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية مما أدى إلى تشخيص الورم الليفي الوعائي البلعومي الممتد إلى الحفرة تحت الصدغية.
وكانت جهود أطباء الأشعة التداخلية وفريق جراحة الجيوب الأنفية وقاعدة الجمجمة بالمستشفى وفريق جراحة الوجه والفكين وفريق التخدير بقيادة الدكتور نافع السنوسي حاسمة في ضمان نجاح هذه العملية المعقدة. وشدد الدكتور السنوسي على خطورة العملية وضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، مما أدى إلى اتخاذ قرار متعدد التخصصات بإجراء عملية جراحية خاصة عاجلة بعد المداولة. قام الدكتور خالد باجنيد والدكتور فواز الشريف أخصائيا الأشعة التداخلية بإجراء عملية انصمام الورم، وقطع إمدادات الدم عن الورم، قبل إجراء العملية الكبرى التي أجراها فريق جراحات الجيوب الأنفية وقاعدة الجمجمة بقيادة البروفيسور أسامة مرغلاني استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة. كما ضم الفريق الجراحي الدكتور حسن باوزير والدكتور عبد الله العماري أخصائيي جراحة الرأس والرقبة، بالإضافة إلى استشاري جراحة الوجه والفكين الدكتور كمال كومار، وفريق التمريض.
ما يميز هذه الجراحة هو أن إجراء عملية جراحية عادية على المريض يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا، نظرًا لحساسية وخطورة موقع الجراحة. يقع هذا الموقع في البلعوم الأنفي ويمتد إلى الحفرة الجناحية الحنكية والحفرة تحت الصدغية. ونتيجة لذلك، اختار الفريق الجراحي استخدام جهاز ملاحي جراحي يستفيد من التكنولوجيا الكهرومغناطيسية. لولا هذا الفريق المتخصص والمهني للغاية وهذه التكنولوجيا المتقدمة المتوفرة في المركز الطبي الدولي، لكان هناك تردد كبير في المضي قدمًا في إجراء الجراحة. ونتيجة لذلك، خضع المريض على الفور لعملية جراحية بالمنظار مع الملاحة الجراحية للجيوب الأنفية، والتي تضمنت فتح الجيوب الأنفية وإزالة الورم بالكامل.
مباشرة بعد العملية بدأ المريض يتعافى ببطء، مع العناية بالنزيف واحتقان الأنف، حتى شفي تماما بفضل الله.
