
أدرج الجهاز القومي للتنسيق العمراني، اسم أبو بكر الصديق، أول الخلفاء الراشدين، في مشروع قصة الشارع، بمنطقة مصر الجديدة، للتعريف به للأجيال القادمة.
ولد أبو بكر الصديق في مكة سنة 573م، بعد ولادة سيدنا محمد (ص) بسنتين وستة أشهر، واسمه عبد الله بن عامر بن عثمان. أما “أبو بكر” فكان لقبه، و”الصديق” لقبه النبي (ص) لعظم إيمانه بالنبي (ص). ).
راية أبو بكر الصديق
نشأ بمكة، وكان من أئمة قريش وأشرافها في الجاهلية، ومحبوباً لديهم. واشتهر أبو بكر في الجاهلية بعدة صفات منها علمه بالأنساب. وكان عالماً بالأنساب وأخبار العرب، وله تاريخ طويل في ذلك. وكان أبو بكر تاجرا وسافرا. للتجارة بين الدول بما فيها بلاد الشام. وكان رأس ماله أربعين ألف درهم، وكان ينفق ماله بالسخاء والسخاء، وهو ما عرف به في الجاهلية. وروي أن أبا بكر لم يشرب الخمر في الجاهلية، كما حرمها على نفسه قبل الإسلام، وكان من أطهر الناس في الجاهلية. وروي أيضاً أنه لم يسجد لصنم قط..
وبعد إسلامه بدأ يدعو إلى الإسلام من يثق به من قومه وينصره ويجلس معه. فأسلم على يديه: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم. كما دعا أهله وأهل بيته، فأسلمت أسماء وعائشة وابنه عبد الله وزوجته أم رومان وخادمه عامر بن فهيرة..
كما كان أبو بكر أول داعية دعا إلى الإسلام، فثار عليه المشركون وعلى المسلمين، وضربوه ضربا مبرحا، حتى أشرف على الموت..
واشتد أذى المشركين بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع انتشار الدعوة الإسلامية في مكة، خاصة في معاملتهم لضعفاء المسلمين. تعرض بلال بن رباح لتعذيب شديد، حيث كان عبدًا لأمية بن خلف، ولذلك لم تكن له عشيرة تحميه. ولما علم أبو بكر بذلك ذهب إلى مكان التعذيب وفاوض أمية بن خلف حتى اشتراه وأعتقه. وبعد ذلك استمر أبو بكر في شراء العبيد والإماء وعتيقهم.
وعندما اشتد البلاء على المسلمين في مكة بعد بيعة العقبة الثانية، أذن الرسول لأصحابه بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة)، وكان أبو بكر مرافقاً للرسول في الهجرة. كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في السنة الثالثة من بعثته..
وشهد أبو بكر جميع المعارك مع الرسول (ص). فمثلاً شارك في غزوة بدر سنة 2 هـ، وكان له فيها مواقف مشهورة. وشارك أيضاً في غزوة أحد سنة 3 هـ. ولما تفرق المسلمون حول النبي (ص)، وشاع أن الرسول قد قُتل، انشق أبو بكر الصف، وكان أول من وصل إلى النبي محمد. واجتمع حول النبي بعض الصحابة للدفاع عنه ومنهم أبو بكر الصديق. . وغير ذلك من مواقف الصديق في العديد من الغارات.
بعد وفاة النبي (ص) ارتدت بعض قبائل العرب عن الإسلام، وكان المرتدون على ثلاثة أصناف: فريق عاد إلى عبادة الأصنام، وفريق تابع لمن ادعى النبوة، كمسيلمة الكذاب وآل علي. أسود العنسي، وفرقة ثالثة استمروا في الإسلام، ومنعوا الزكاة، وقالوا إنها خاصة بزمان النبي (صلى الله عليه وسلم). ص) فقط.
وعندما تولى أبو بكر الخلافة، اتخذ قرارًا بقتال هؤلاء المرتدين، حفاظًا على الدعوة الإسلامية والدولة الناشئة. قام أبو بكر بتقسيم الجيش الإسلامي إلى أحد عشر لواء، وعين على كل لواء قائدا. وأمر كل قائد بحشد المسلمين الذين مر بهم، وجعل القيادة العامة لهذه الجيوش. خالد بن الوليد.
وتمكن أبو بكر من تحقيق النصر على المرتدين، واستقرت أمور الدولة الإسلامية وأسسها.