
وتحرك سفراء اللجنة الخماسية (السعودية، قطر، مصر، فرنسا، وأمريكا) اليوم (الثلاثاء) في اجتماعهم الثاني، وهذه المرة نحو قصر الصنوبر، حيث تم التنسيق والبحث مرة أخرى حول كيفية التعامل مع الأمر. الملف اللبناني عموماً، لا سيما مع تدهور الوضع الأمني في الجنوب، والرئاسي… بشكل خاص، في ظل انسداد كافة الطرق الداخلية التي تعيق انتخاب رئيس للجمهورية.
وجاء اللقاء بدعوة من السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو، أسوة باللقاء السابق الذي دعا إليه السفير السعودي وليد البخاري، وانتهى ببيان صدر عن السفارة الفرنسية في بيروت، فيما كان وعلمت أن السفراء بدأوا يشعرون بالقلق إزاء الوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل. وهو ما يتطلب حث اللبنانيين -من خلال بعض اللقاءات التي سيعقدونها في الأيام المقبلة- على الفصل بين الملفين السياسي والأمني، لأن انتخاب رئيس للجمهورية أصبح أمرا ملحا لتنفيذ القرار 1701.
وعلى خط موازٍ، خرجت معلومات من الأروقة الداخلية خلال الساعات الماضية تشير إلى نية رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة مجدداً إلى “الحوار المرفوض” من قبل القادة اللبنانيين، وأخرى حول تحرك وزارة الخارجية اللبنانية. ولم تتواصل الخارجية بعد مع المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان خلال الأسابيع المقبلة. وبحسب المعلومات، فإنه سيكون بعيداً عن الأضواء حتى يتمكن الزائر الفرنسي من تطوير صيغة تشاورية ثنائية أو ثلاثية، خصوصاً أن هناك إصراراً لبنانياً على رفض الحوار الداخلي.
ولا تعكس أوساط رئيس مجلس النواب الأجواء السائدة حول الدعوة إلى الحوار، بل تؤكد أن بري يدرك دوره جيداً، وأنه في عملية بحث متواصل حول كيفية الخروج من مأزق الفراغ الرئاسي. وأنه لا توجد مبادرة محددة حالياً في انتظار الظرف المناسب الذي يحكم كل مرحلة من المراحل التي يمر بها. لبنان الذي سيطلب التنازلات والبحث عن أي صيغة مشتركة في الأيام المقبلة.
المرحلة الحالية دقيقة في ظل التطورات الأمنية الخطيرة في جنوب لبنان، ولا تشير المؤشرات إلى أن هناك عملية تهدئة للجبهة المشتعلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، في ظل عدم قبول الجانب اللبناني بأي شروط طمأنة الجانب الإسرائيلي، وإخضاع الجانب اللبناني للتراجع كيلومترات إضافية لتوفير الأمن. والاستقرار للمستوطنين في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية.
وهذا ما يجعل الدول المعنية بالملف السياسي اللبناني غير قادرة على طرح حلول فعلية، لأن الظروف الإقليمية والدولية غير مهيأة لتسوية تشمل لبنان. ومن شأن هذه التسوية أن تمهد فعلياً لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم استعادة الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.