أحد عمالقة حالة التلاوة في مصر والوطن العربي والذي لُقّب بـ”ملك الصبا” و”تاج دولة التلاوة” هو الشيخ أبو العينين شيشع، الذي ولد في 2 أغسطس 1922، في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ.
ولأنه كان المقرئ المعتمد للقرآن الكريم في الإذاعة المدرسية، نصحت إدارة المدرسة والدته بإعطائه القرآن، فأرسلته إلى الكتّاب. حفظ القرآن على يد الشيخ يوسف شطا، وفي عام 1936 بدأ رحلته كمقرئ للقرآن، وانتشرت شهرته في قرى محافظته وهو في الرابعة عشرة من عمره. وكان لأخوه المرحوم الشيخ أحمد شوعيشة الفضل في شهرته في مدن أخرى مثل مدينة المنصورة، حيث كان يصطحبه معه في المناسبات والأماكن التي يقرأ فيها. كما تأثر الحاضرون بصوته، عندما قرأ القرآن في إحدى الجنازات، بإحدى قرى مدينة المحلة الكبرى..
وفيما يتعلق بدخوله الإذاعة، ففي عام 1939، سافر مع بعض أقاربه، لأداء واجب العزاء في القاهرة، فاقترح عليه الشيخ الخضري أن يقرأ القرآن أثناء الجنازة التي حضرها نخبة من الوزراء. وعلماء الأزهر، ولأن إمام الحضرة الملكية الشيخ عبد الله عفيفي أعجب بصوته كثيرًا، فاقترح عليه الانضمام. وللإذاعة المصرية قبله سعيد باشا لطفي. كان أصغر قارئ في الإذاعة المصرية، وكانت الإذاعة المصرية تستخدمه في علاج الأجزاء التالفة في التسجيلات.
وفي منتصف الأربعينيات، سافر إلى يافا لقراءة القرآن الكريم في إذاعة الشرق الأدنى، وبقي هناك حتى اندلاع حرب 1948، ثم عاد إلى مصر واستقر هناك. ثم سافر في منتصف الخمسينيات إلى المسجد الأقصى، ليكون أول قارئ مصري يقرأ هناك..
توقف عن القراءة في بداية الستينيات، بسبب مرض أصاب حنجرته، لكنه تغلب عليه بفضل الله، وعاد عام 1969 إماماً لمسجد عمر مكرم، ثم مسجد السيدة زينب عام 1992..
وكان الشيخ أبو العينين شعيشع ممن سعوا إلى تأسيس نقابة القراء المصرية، وانتخب رئيسا لنقابة القراء عام 1988، خلفا للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته..
زار الشيخ أبو العينين شعيشع معظم دول العالم، وحصل على العديد من الأوسمة من العراق، ولبنان، والصومال. وسمي أحد شوارع مصر باسمه. كما أصدر قرارًا بالبقاء نقيبًا لنقابة القراء بقية حياته. وفي 23 يونيو 2011، رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 88 عاماً.