تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى “ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم” – سعوديوم

وقد أعطى الإمام القرطبي في تفسيره المعروف بـ “مجموع أحكام القرآن وبيان السنة والفرقان” الذي فيه تفسير قوله تعالى: ولا تمدن إلى ذلك أبصارك. وأمتعنا به أزواجا منهم زينة الحياة الدنيا لنبلونهم فيها. ورزق ربك خير وأبقى . سورة طه (131)

يقول الله تعالى في ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تنظر إلى ما صنعنا للذين ابتلوا هؤلاء عن آيات ربهم وأشكالها وهم معرضون. متاعهم في حياتهم الدنيا يستمتعون به من زهرة الدنيا الزائلة ونضارتها (لنبلونهم فيها). يقول: لنبلونهم في ما متعناهم به ولنبلونهم. فإن ذلك زائل، والباطل والغش يزولان. (ورزق ربك) الذي وعدك أن يرزقك في الآخرة حتى ترضى، وهو جزاؤه عليه (خير) لك مما متعنا بهم من زهرة الحياة الدنيا. (وأبقى) يقول: وأبقى، لأنه ليس فيه انقطاع ولا تعب. وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل كتابا إلى يهودي يستعير منه طعاما، ولكن رفض اقتراضه ما لم يقدم رهنًا عقاريًا..

وذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني عليه الصلاة والسلام إلى يهودي لأقترض منه مالاً، فأبى أن يعطيه شيئاً إلا برهن، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله عليه الصلاة والسلام (ولا تمض عينك إلى ما متعنا به زوجين منهم زهرة الحياة الدنيا)..

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي رافع. قال: جاء ضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلني إلى يهودي بالمدينة أسأله قرضا، فذهبت إليه، فقال لا أفعل. تقدمه إلا برهن، فأخبرته بذلك، فقال: أنا أمين على أهل السماء وعلى أهل الأرض، فاحملوا إليه درعي. فنزلت وآتيناك سبعا من الآيات المثاني والقرآن العظيم وقوله (ولا تلق عينك وما رزقنا بها زوجا منهما زهرة الحياة الدنيا) هذه الدنيا.) للتقوى، وقوله: (أزواجاً منهم) يعني رجالاً منهم على هيئة وزهرة الحياة الدنيا: زينة الحياة الدنيا..

كما حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله (زهرة الحياة الدنيا): أي زينة الحياة الدنيا، ونصب الفاعل. زهرة الحياة الدنيا هي أن تخرج من “الهاء” التي في قوله “تمتع بها”، كما يقال: مررت بالشريف الكريم، فأخذ الشريف الشريف حالة النصب على الفعل مررت، كما وقوله (حتى أرينا به زوجين منهم زهرة الحياة الدنيا).


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى