حقق المسلسل الكويتي “الحب بين السطور” أعلى نسبة مشاهدة خلال موسم صيف 2023. ويستمر عرضه هذه الأيام على قناة “MBC1”، وسط إقبال متزايد واستقبال نقدي إيجابي عبر عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي العربي. وجاء «الحب بين السطور» تأليف علياء الكاظمي، وإخراج خالد جمال، وبطولة نخبة من نجوم الدراما الخليجية، وإشراف عام أحمد البريكي.
منذ الحلقة الأولى، تمكن مسلسل “الحب بين السطور” من جذب المشاهدين على المستوى الخليجي والعربي.
يعتمد العمل على قصة تبدو سهلة للوهلة الأولى، لكن كلما تتابعت حلقاتها، تنكشف الخيوط المتشابكة والخطوط الدرامية المتداخلة. يقوم ببعض التصرفات، مما يضع ثروة العائلة أمام تحديات كبيرة، وهكذا من حيث الظروف التي تحيط به ومجموعة الشخصيات التي تحيط به.
تتحرك المحاور الأساسية عبر شخصيتي (صالح) و(لطيفة)، وفي محور متداخل تنطلق قصة الأبناء الثلاثة وقضاياهم من طموحات شخصية. وإذا بقي المحور الأهم يتمثل في تلك العلاقة بين (صالح) و(لطيفة) التي تبدو للوهلة الأولى قوية، لكنها في الواقع تعاني من كسر شديد من قبل الزوج، لكنها تبقى متماسكة حفاظا على الأسرة وثرواتها واستقرارها.
كل الشخصيات مكتوبة بعناية ودقة، وكل واحدة منها تسير في اتجاهات للتعبير عن أشخاص نكاد نعرفهم ونشعر بهم ويعيشون بيننا. تأخذنا غدير السبتي (منيرة) إلى شخصية المرأة الأربعينية التي تنسى نفسها من أجل عائلتها.
وبينما يقدم لنا الفنان علي كاكولي شخصية شاب يحب نفسه واهتماماته الخاصة، فإن رحلته الإنسانية تقوده إلى محطات جديدة تغير كل المعادلات.
وفي خط قريب منها تأتي شخصية (مشعل) التي يقدمها الفنان عبد الله عبد الرضا، وهو الأخ الأصغر لهاستي الذي تربطه علاقة حب بـ (مي)، والتي تقدمها الفنانة إيمان الحسيني. حيث تذهب قصتهم إلى عوالم نكتشف من خلالها الكثير من الأسرار والقصص التي عملت عليها الكاتبة المتميزة علياء الكاظمي بتوازن ذكي وقدرة على عدم الذهاب إلى مفردات التطرف في الشخصيات، إذ لا يوجد شر مطلق، بل شخصيات إنسانية نعرفها ونعيشها، بل تتجه إلى تقديم طروحات جديدة على صعيد تقديم الشخصيات، وهذا ما نراه بوضوح شديد مع شخصية الزوجة الثانية التي تقدمها الفنانة داليدا، حيث تكسر تلك الشخصية الصورة النمطية لفكرة الزوجة الثانية التي تأتي من جنسية مختلفة.
وفي إطار الحلول الإخراجية يقدم لنا المخرج المتميز خالد جمال مجموعة من الحلول البصرية البعيدة عن التكلف والتي تؤكد نضجه وفهمه للشخصيات ومساراتها، كما يرغب في تقديم شكل إضافي لها الدراما التليفزيونية الكويتية والخليجية. اعتماداً على التفاوت الطبقي بين الشخصيات والعمل على تقديم السياحة البصرية لكل شخصية وظروفها بدءاً من منزل العائلة إلى الشركة وصولاً إلى شقة الزوجة الثانية وهكذا مع باقي الشخصيات . أهمية مسلسل «الحب بين السطور» تأتي من هذه الطروحات المتجددة للشخصيات، فضلاً عن الأداء الخالي من التكلف والمبالغة، وفوق كل هذا هذا الإيقاع البصري المتسارع والمتناغم.
حضور رفيع المستوى للنجمة بسمة حمادة
